افتتح مساء يوم السبت 20 ماي 2017 النسخة الخامسة من فعاليات المهرجان الامازيغي الدولي حول الفن و التراث بالريف، دورة حكيم المسعودي، الذي تنظمه جمعية ريف القرن الواحد والعشرون بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة الثقافة وفدرالية امال الحسيمة ببلجيكا وبدعم من بلدية بالحسيمة على مدار يومين ( 20 و 21 ماي الجاري) بدار الثقافة بمدينة الحسيمة.
وقد افتتحت فعاليات هذا المهرجان الذي عرف حضور مجموعة من الفعاليات الجمعوية والمدنية بالمنطقة بالاضافة إلى ضيوفه الذين أتوا من مختلف المدن المغربية ودول كبلجيكا واسبانيا وساحل العاج والولايات المتحدة الأمريكية، بمداخلات الشركاء والمساهمين في تنظيم الملتقى التي انصبت كلها في تثمين هذا المبادرة وتشجيعها حيث أعرب السيد رئيس جمعية ريف القرن الواحد والعشرون السيد ياسين الرحموني في كلمته الترحيبية بالمشاركين والمساهمين في الملتقى على أن هذه المبادرة تهدف الى رد الاعتبار للثقافة الامازيغية فنا وتراثا بالمنطقة وهو لبنة اساسية تمهد لدورات اخرى ستاخد على عاتقها همّ وضع تصور جاد لدراسة الشأن الامازيغي، كما اعتبر ايضا ان هذا المهرجان هو فرصة للتعايش بين الشعوب وتلاقح الحضارات وحوار الثقافات.
في ما أكد كمال بن الليمون، المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بالحسيمة، على الدور الفعال للجمعية في تنشيط المنطقة ثقافيا والتعريف بموروثها الثقافي والسياحي وطنيا ودوليا.
كما أكدت السيدة جهان الخطابي نائبة رئيس المجلس البلدي بالحسيمة، على دور الجمعية ايضا في النهوض بالهوية الأمازيغية وباعتبارها من بين الجمعيات النموذجية والجادة الماضية في خدمة الثقافة والتراث الأمازيغيين.
وقد عرف حفل الافتتاح أيضا تنظيم فسحة فلكلورية ترحيبا بالضيوف من وحي تراث دولة ساحل العاج لقيت استحسانا من قبل الحضور بالاضافة الى زيارة المشاركين لأروقة معرض فني نظم على هامش المهرجان للفنان الشاب العصامي محمد الخطابي عرض فيه لوحاته المستوحاة من عمق الهوية الأمازيغية.
واللحظة المؤثرة كانت خلال تكريم الراحل الحكيم حكيم المسعودي، الذي كان قيد حياته، أستاذا لمادة العلوم الطبيعية بالحسيمة، كما يعتبر فاعلا مدنيا ساهم في تأسيس العديد من الجمعيات والشبكات، البيئية بإقليم الحسيمة، حيث كان يرأس شبكة الجمعيات العاملة في المنتزه الوطني للحسيمة، وجمعية دراسة الطيور بالمنتزه الوطني، كما يرجع له الفضل في إصدار عدة كتب علمية عن المنتزه الطبيعي بالحسيمة. شرف التكريم تمثل في حضور نجل المرحوم ايوب المسعودي، بالإضافة الى شهادات أصدقائه كعبد الكريم صديق واحمد الشيخي ومحمد لمرابطي.
خلال نفس اليوم عرفت أشغال المهرجان تنظيم ندوة فكرية بعرضين قيمين الأول تحت عنوان التعدد الثقافي واللغوي بالمغرب: بين التطور الدستوري والحقوقي والخطابات الثقافية من تأطير السيد محمد لمرابطي، أستاذ وناشط حقوقي، و الثاني تحت عنوان سبل وآفاق التعاون الثقافي بين الحسيمة وبروكسيل، من تأطير السيد عبد الرشيد أزداد، رئيس فدرالية امال الحسيمة ببلجيكا.
استكمالا لبرنامج الدورة الخامسة للمهرجان الأمازيغي الدولي حول الفن والتراث بالريف، دورة حكيم المسعودي، تم تقديم مساء يوم الأحد 21 ماي عدة عروض فنية متنوعة نالت اعجاب كل الحاضرات والحاضرين.
الأمسية ابتدأت على الساعة السابعة مساء بعرض فيلم قصير للسينمائي الريفي الأمازيغي فريد فاطمي، بعد ذلك اتحفت مجموعة دانس روح الفلامانية القادمة من بلجيكا الجمهور الحاضر بفقرات غنائية راقية سافر مع كلماتها وايقاعاتها إلى الزمن الجميل للأغنية الامازيغية. كما شاركت أيضا في تنشيط الأمسية مجموعة كريمة داكر بأغاني ملحمية ك"ايا مولاي موحند ايا مجهذ امقران" "رحاني نغاي ذميمون" و "أريف تماث نغ"، بالإضافة الى مجموعة أريناس الصاعدة التي اطربت الجمهور بأغاني امازيغية خالدة ك "نشّين ذيمازيغن" و"أتساينو الحسيمة إقيم كس غير اسم يودفيتيد افيغار اذرق ذاكس السم"...
وكان ختامه مسك مع المجموعة الرائعة تاسوتا ن ايمال من بومال ن دادس بتنغير التي تفاعل معها الحضور بشكل كبير بالتصفيق تارة وبمطالبتها بالمزيد تارة أخرى.
جدير بالذكر أيضا انه خلال صباح نفس اليوم تم تنظيم صبحية لفائدة الأطفال بقاعة العروض بدار الثقافة بالحسيمة، وقد تميزت الصبحية التربوية التي عرفت حضور أطفال الأقسام الدراسية التابعة للمؤسسات التعليمية بالحسيمة وأولياء أمورهم بتقديم برنامج حافل يضم كوكتيلا متنوعا من الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية كالأناشيد والعروض البهلوانية واللوحات التعبيرية، وسط أجواء بهيجة.