تقرير علمي جديد : خطر التدخين يكمن في إحراق التبغ


 أخبار المشاهير :

 لا يوجد الأمان المطلق. هذا الإنذار سمعه كل واحد منا مرة واحدة في العمر على الأقل بخصوص السيارات والطائرات والمحطات النووية.  ورغم ذلك يجب أن نقر بواقع أنه لا السيارات ولا الطائرات ولا المحطات النووية تعرضت للمنع.  فعلى الرغم من أن المخاطر حقيقية (لا أحد يوجد في منأى عن سائق متهور، أو عطب مفاعل نووي، أو تقلبات الطقس)، إلا أنها تبقى محدودة وتحت السيطرة. ورغم أن اعتماد نفس المنطق أيضا في التعامل مع منتجات التبغ البديلة  محدودة المخاطر في إطار مكافحة التدخين يعتبر أمرا بديهيا. إلا أن الأمر لا يبدو كذلك : فإن هذه المنتجات ليست فقط ضحية حملة تضليل واسعة.

منذ سنوات، والعلم يتبنى قضية تخفيض مخاطر التدخين ويدافع عنها.  كما ظهرت للوجود العديد من المنتجات التي تمكن من أخذ جرعة من النيكوتين دون المرور عبر العادة التقليدية لإحراق التبغ، وما يترتب عن ذلك من تفادي إنتاج الدخان الذي يعتبر العامل الأساسي المتسبب في الوفيات والأمراض. فهذه المنتجات هي بالضبط التي تمكن من تقليص عدد الوفيات (8 مليون شخص يفقدون الحياة سنويا بسبب التدخين، ويقدر عدد الوفيات بنحو مليار شخص في 2100). منذ 2015 أعلنت وزارة الصحة البريطانية أن السجائر الإلكترونية تعتبر « أقل ضررا السجائر التقليدية بنسبة 95 % »، وأن انبعاثاتها التي تخلصت من مجموعة من المواد المضرة الناتجة عن احتراق التبغ تمثل خطرا ضئيلا جدا بالنسبة للبيئة المحيطة. ومنذ ذلك الحين لم تشكك أية حجة قوية في صحة هذا الاستنتاج. نفس الشيء أيضا بالنسبة للعديد من أنماط الاستهلاك، على غرار التبغ المسخن أو سنوس، وهي عبارة عن مسحوق مرطب للتبغ يؤخذ عن طريق الفم.

أورد تقرير "قضايا ساخنة : الوضع العالمي للتخفيف من مخاطر التدخين 2020"، الذي نشرته الوكالة البريطانية للصحة العامة "معرفة فعل تغيير"  في بداية نوفمر، أن 98 مليون شخصا يستهلكون حاليا منتجات نيكوتينية أقل خطورة، من بينهم68 مليون شخص يستعملون السجائر الإلكترونية. ويوجد أغلب هؤلاء في الولايات المتحدة والصين وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا. ويعرف استعمال مختلف أصناف هذه المنتجات كذلك تفاوتات حسب الجهات. ففي اليابان يوجد أغلب مستعملين التبغ الساخن، بينما تتصدر السويد لائحة البلدان المستعملة لمسحوق التبغ الرطب "سنوس". ورغم نموه باستمرار، إلا أن عدد مستعملي هذه المنتجات لا يزال ضئيلا مقارنة مع رقم 1.1 مليار مدخن الموجودين في القارات الخمس. غير أن التوجه يسير في اتجاه النمو عاكسا الحاجة المتزايدة لدى المستهلكين لإيجاد حلول بديلة مخفضة للمخاطر التي تهدد صحتهم.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على البلدان ذات الدخل المرتفع. فإذا كان الوصول إلى منتجات نيكوتينية أكثر أمانا لا زال يشكل امتيازا خاصا لهذه البلدان، فإن البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تعتبر بدورها معنية بشكل كبير، إذ أنها تأوي 80 % من المدخنين عبر العالم. غير أن مشكلة هذه الدول تكمن في الغالب في عدم توفرها على قوانين ملائمة لهذا النوع من المنتجات. إلا أنه، وكما يدعو إلى ذلك مؤلفو التقرير، يجب وضع صحة المدخنين في مركز الاهتمامات وعلى السلطات العمومية أن تشجع على الانتقال إلى استعمال منتجات منخفضة المخاطر.