العصادي: المهرجان يحتفي بالسينما منبرا يعلو فيه صوت المرأة كقضية أولا وصانعة للفن
ثريا العلوي: أهم ما يحسب لهذا المهرجان هي تيمته "المرأة"
فاطمة أبوناجي:
ينطلق مساء اليوم الاثنين بمدينة سلا المغربية المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، حيث يطفئ شمعته الرابعة عشرة، ببرمجة غنية يمزج فيها بين عروض السينما، والندوات والورشات السينمائية، واللقاءات المفتوحة، و"يكرم السينما السويسرية، ضيف شرف هذه الدورة، لما تتقاسم معها السينما المغربية من صور، وكذا الاحتفاء بمرور 100 سنة على العلاقات الديبلوماسية مع المملكة المغربية"، يقول مدير المهرجان عبد اللطيف العصادي في تصريح خاص، مضيفا: "في هذا الصدد اخترنا افتتاح المهرجان بفيلم سويسري، يعالج موضوع يخص المرأة وهو فيلم "الأمر الإلهي" لبيرا فولب، وهو عمل درامي كوميدي يعالج مسألة القوانين بسويسرا التي تقف حاجزا أمام حق النساء في العمل".
المهرجان، الذي يحظى برعاية الملكمحمد السادس، "يشق طريقه بثبات ويواصل الاسهام في فك العزلة الثقافية عن مدينة سلا العريقة ويفرضها كوجهة مغربية فنية وثقافية، ويحتفي بالسينما منبرا يعلو فيه صوت المرأة كقضية أولا، وصانعة للفن تأليفا وإخراجا وتمثيلا وتدبيرا وإنتاجا ونقدا "، حسب مديره العصادي، الذي أشار إلى أن الحدث "سيشهد حضور وجوه سينمائية مغربية ودولية، ضمنها الممثلتين المقتدرتين سامية أقريو وثريا العلوي اللتان سيتم تكريمهما بالمناسبة، لاعتبارهما، يقول المتحدث للجريدة "نجمتان سطعتا بعطاء متفرد وممتد لسنوات طويلة، عطاء ستخلده الذاكرة السينمائية المغربية، وهو ما مكنهما من حصد محبة قاعدة جماهيرية واسعة".
وأبرز العصادي أن تنظيم المهرجان، الذي تشرف عليه جمعية أبي رقراق، يأتي هذا العام في سياق مختلف عنوانه التشبت بالأمل والحلم بمستقبل أفضل، وذلك بعد الآثار والتغيرات التي أملتها جائحة كورونا، وأرخت بظلالها على المشهد السينمائي بالمغرب، مؤكدا " نواصل وفاءنا لتيمته المهرحان الأساس "المرأة" محورا وقضية جديرة بالدفاع عنها وترسيخ قوتها وقدرتها على خلق مجتمع متوازن فاعل في كل الميادين، وفي قطاعات الفن والسينما سواء كموضوع للإبداع أو ضمن مختلف محطات الصناعة السينمائية"، يضيف المتحدث لـ"رسالة الأمة".
وفي هذا الصدد برمج المهرجان، المقام تحت رعاية الملك محمد السادس، مسابقة رسمية للأفلام الروائية الطويلة حول تيمة المرأة، ثم مسابقة رسمية لأفلام وثائقية تتطرق لنضال المرأة من أجل المساواة وضد كل أشكال التمييز، بالإضافة نافذة على الفيلم القصير المغربي وهي أعمال من توقيع مواهب نسوية شابة. وتشهد البرمجة أيضا نافذة على الفيلم الروائي الطويل المغربي.
من جهتها، الممثلة المبدعة ثريا العلوي، المحتفى بها في المهرجان، عبرت في تصريح خاص عن اعتزازها بتكريمها في "سلا الفنية والثقافية"، وقالت إن أهم ما يحسب لهذا المهرجان هي تيمته "المرأة"، ذلك أن المرأة رغم قيمتها العالية في توازن المجتمع، ورغم ما تبذله من عطاء يضاعف أحيانا كثيرة عطاء الرجل، إلا أنها ما تزال تعيش حيفا وظلما اجتماعيا، وخصوصا في المجتمعات العربية، وهي أشياء ومعتقدات متوارثة، تساهم المرأة بنفسها، أحيانا دون وعي، في تكريسها للأسف"، لافتة إلى أهمية نشر الوعي بالقضية بالوسائل المطلوبة، ومنها الفن والثقافة، وهو ما يقوم به "المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا"، تقول ثريا التي أنهت أخيرا تصوير فيلم سينمائي من بطولتها من إخراج نوفل براوي.
قضايا سينمائية في ندوات المهرجان وحوار السينمائيين متواصل
سيقدم المهرجان الذي سيوقع اتفاقية تعاون مع الجمعية المغربية لنقاد السينما بالمغرب، ضمن برمجة دورته الجديدة ندوتان مهمتان، الأولى تهم "تمثلات المرأة في السينما والسمعي البصري"، وتقام بشراكة مع الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري. وتسعى هذه الندوة لتسليط الضوء على مختلف التمثلات الظاهرة والخفية، التي تنتشر في فضائنا السينمائي والسمعي البصري، وذلك قصد رسم خريطة تشخيصية واضحة المعالم، قد يكون لها بالغ الشأن في تمكيننا من وضع أفق استراتيجي مناسب للصور المستقبلية التي نريد.
أما الندوة الثانية، فعنوانها "حرية الابداع في مواجهة الرقابة والرقابة الذاتية"، بشراكة مع مؤسسة سلا للثقافة والفنون. وترمي هذه الندوة إلى مناقشة واقع حرية الابداع في بعض الدول، والجهات المسؤولة عن الرقابة، وكثافة الحظر الذي تصدره، وتأثير هذه الإجراءات على الجوانب الفنية للإنتاج السينمائي الوطني، وعلى توزيع وبث وعرض الأفلام الأجنبية، وكذا الإمكانات المتاحة لإلغاء الرقابة قبل البث.
برنامج المهرجان يتواصل أيضا بفقرة حوار السينمائيين، وسيجمع المخرج السينمائي عبد السلام كلاعي والسينمائية الشابة جميلة عناب، نظرة متقاطعة لرجل وامرأة حول مسألة النوع في السينما، تجربتهم في السينما المغربية وعطائهم كجيل جديد من السينمائيين.
"الإنتاج السينمائي في المغرب" ضمن المؤلفات التي توقع بالمهرجان
وستقدم التظاهرة مؤلفات جديدة مرتبطة بتيمة المهرجان وواقع السينما بالمغرب ، ومنها كتاب" الإنتاج السينمائي في المغرب: تواجد بفضل الشراكة بين القطاعين العام والخاص واستمرارية تجارية" لصاحبته المخرجة والمنتجة مريم آيت بلحسين، وهي دكتورة في السينما (فنون وإعلام). ويقدم كتاب "جمالية الفيلم الوثائقي: أشلاء نقدية" للكاتب الباحث والناقد السينمائي الحبيب الناصري، وهو أستاذ التعليم العالي، ومدير المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، ثم مؤلف" مغرب العادات والتقاليد" لغيثة الخياط، وهي طبيبة ومحللة نفسانية وعالمة أنثروبولوجيا، كاتبة، ناقدة سينمائية ورئيسة لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية. ومؤلف" الثقافة والتنمية، معالم من أجل سياسة ثقافية"لمحمد لطفي المريني، وهو جامعي وفاعل ثقافي، كاتب عام سابق لوزارة الثقافة ورئيس مؤسسة سلا للثقافة والفنون. بالإضافة إلى تقديم كتاب "تمثلات المغربيات عبر الشاشة"لمولاي ادريس الجعيدي، أستاذ باحث في السينما والسمعي البصري. كما سيتم تقديم مؤلف المرأة في السينما المغربية: خلف وأمام الكاميرا" لحسن نرايس، الكاتب الصحفي والناقد السينمائي. وستقدم رواية "الواهمة" للصحفية والممثلة والكاتبة يسرا طارق.
محمد مفتاح من ضيوف الورشات التكوينية وورشة "شريك في الحياة"
وسيعرف المهرجان إقامة مجموعة ورشات سينمائية يؤطرها مختصون، وهي ورشة تكوينية حول "رهانات التربية على الصورة" حول تحليل الفيلم، الكتابة السينمائية والسينما الوثائقية. ثم ورشة الكتابة السينمائية (صانع فيلم / مشهد). وكذا ورشة تركز على غرار الدورات السابقة على ظاهرة "شريك في الحياة، شريك في العمل السينمائي"، وتستضيف المخرج جمال بلمجدوب ورفيقة دربه رئيسة الملابس زينب الادريسي، وكذا كلا من الممثلين فاطمة خير، محمد مفتاح، عزيز الحطاب، وبوبكر رفيق للتحدث عن تجربتهم السينمائية والتلفزية.
السويسرية دومينيك ديفارز رئيسة لمسابقة الفيلم الطويل
أما عن لجان تحكيم مسابقات الأفلام سالفة الذكر فستضم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل المخرجة والسيناريست والكاتبة السويسرية "دومنيك دي ريفارز"، رئيسة، وتشاركها عضوية اللجنة كل من من المخرجة المغربية خولة أسباب بن عمر، وميمونة ندياي، ممثلة ومخرجة من بوركينافاسو، وهيكين ميلانو، مخرجة وسيناريست من فرنسا، وأليس دي أندرادي، مخرجة سيناريست ومركبة أفلام من البرازيل.
التونسية فاطمة الشريف ترأس لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي
وبخصوص لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الوثائقي فإنها تجمع كلا من فاطمة الشريف، مخرجة من تونس، رئيسة اللجنة، وصونيا التراب، مخرجة وكاتبة من المغرب، وسارة فرانسيس، مخرجة من لبنان.
أما لجنة تحكيم جائزة الجمهور الشبابي ، فسترأسها الممثلة المغربية إيمان المشرفي، وتشارك في عضويتها المخرجة زينب الزيتوني، إلى جانب وجدان خالد، مخرجة وسيناريست.
فيلم" امرأة في الظل" لجمال بلمجدوب يمثل المغرب في السباق الروائي
وتضم لائحة الأفلام المشاركة في سباقات المهرجان عشرة 10 أفلام روائية طويلة وهي: " فريدا" لجيسيكا جيونس، انتاج مشترك بين هايتي، البنين، فرنسا، 2021. وفيلم" كوستا برافا" لمونيا عقل، لبنان، 2021. وفيلم"آية" لسيمون كوليبالي جيلارد، انتاج مشترك بين بلجيكا وفرنسا،2021. ثم فيلم "كلاراسولا" لنتالي ألفاريز ميسين، كوسطا ريكا، 2021. بالإضافة إلى فيلم" امرأة في الظل" لجمال بلمجدوب، المغرب، 2020. وفيلم" مار" لاندريا ستاكا، سويسرا، كرواتيا، 2020. ثم فيلم " طمس الصيف" لهان سواي، الصين2020. وفيلم " أشباح" لأزر دنيز أوكيي، تركيا، 2020. بالإضافة إلى فيلم "إذا سقط الريح" لنورا مارتيروسيان، أرمينيا 2020. وكذا فيلم كوسيبان" لمريام فيريولت، كندا،2020. هذا وسيواكب المهرجان مناقشة أفلام المسابقة الرسمية مع مخرجيها.
"لمعلقات" للمغربية مريم أدو في سباق الفيلم الوثائقي
وتتنافس في سباق الفيلم الوثائقي خمسة 5 أفلام طويلة، ويمثل المغرب فيه فيلم" لمعلقات" لمريم أدو، وهو إنتاج سنة 2021. ويتسابق معه فيلم "كما أريد" لسماهير القاضي، وهو انتاج مشترك بين مصر، النرويج، فرنسا، فلسطين وألمانيا، 2021. وفيلم "ناشينا" لماري فوينير، وهو أيضا انتاج مشترك بين فرنسا، الصين والكامرون، 2020. ثم فيلم " العثور على سالي"، لتمرا مريم داويت، انتاج مشترك كذلك بين كندا اثيوبيا، 2020. بالإضافة إلى فيلم "لم أعد أخاف من الليل" لليلى بور شير وسارة كيلومي، وهو إنتاج فرنسي 2020.
خمسة أفلام ضمن سباق الجمهور الشبابي
وضمن مسابقة الجمهور الشبابي تتنافس خمسة أفلام روائية طويلة مغربية هي فيلم "باراكاج بالمغربية" لأحمد الطاهر ي الادريسي، 2020. وفيلم "كبرو ومابغاوش يخويو الدار" لنور الدين دوكنة، 2020. ثم فيلم" هالا مدريد فيسكا بارصا" لعبد الاله الجوهري، 2019.، وفيلم " امباركة" لمحمد زين الدين، 2019.
5 أفلام قصيرة جديدة لمخرجات مغربيات
وضمن عروض الأفلام القصيرة سيلتقي الجمهور مع ستة أعمال سينمائية ويتعلق الأمر بفيلم "لقاء الروح" لكوثر بنجلون 2021. وفيلم "أخو" لأسية الاسماعيلي، 2020. وفيلم "اكاروس" لسناء العلوي، 2020. ثم فيلم العصا" لفاطمة أكلاز، 2020. إلى جانب فيلم "سراديب الغضب" للينا عريوس، 2020 وأخيرا فيلم "جنة" لمريم عبيد، 2019.
المرأة وأثرها على المجتمع السويسري في أفلام البلد الضيف
أما بالنسبة لسينما البلد الضيف، فاللجنة المنظمة للمهرجان سهرت منذ الدورات الثلاث الأخيرة على ضمان تواجدها في كل الأنشطة المبرمجة سعيا منها إلى إشراك ضيوفها في البرنامج العام بكل مكوناته.
والدعوة وجهت هذه السنة إلى سويسرا، حسب منظمي التظاهرة "لتسليط الضوء على سينما هذا البلد التي تمكنت من فرض ذاتها على المستوى الدولي مع إخراج أعمال تعكس رؤاها السينمائية".
وفي هذا الإطار سيتم عرض خمسة 5 أفلام روائية ووثائقية لمخرجات من سويسرا، تطرقن من خلال أعمالهن لقضية المرأة وأثرها على المجتمع السويسري.
وتضم قائمة الأفلام، فيلم "وراء الأفق" لدلفين ليريسي، 2020 (عرض عالميا ابتداء من شتنبر 2021. وفيلم "أختي الصغيرة" لستيفاني سوات، وفيرونيك ريموند،2020"، ثم فيلم "أحبيني بحنان" لكلوديا رينيك، 2019، ثم فيلم "الريح تدور" لبيتنا اوبرلي، 2018، إلى جانب فيلم الافتتاح "الأمر الالهي" لبيرا فولب، وهو إنتاج سنة 2017.