المؤتمر الطبي الثامن للمناعة الذاتية المخاطر البيئية والأمراض البشرية

تعقد الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية  و الجهازية برئاسة الدكتورة خديجة موسيار  يوم السبت 17 نونبر 2018  بفندق شيراتون بالدار البيضاء مؤتمرها الثامن للمناعة الذاتية ، محتوى هذا اليوم  الدراسي  يحدد مدى تأثير  العوامل البيئية في اندلاع أمراض  بشرية،  ودالك تحت موضوع  ” العوامل البيئية  و أمراض المناعة الذاتية و الجهازية”.
هناك العديد من المواد  في حياتنا اليومية،  في الماء والهواء والغذاء والتربة ومكان العمل و كلها بيئات يمكن ان تعرضنا لملوثات كيميائية أو ميكروبيولوجية وكذلك لعوامل مادية  يمكن أن تشكل خطرا على صحتنا عن طريق تعطيل الأداء الطبيعي للجسم.
تشمل هذه المواد تلك المستخدمة في الزراعة كالأسمدة (النترات)  وتربية المواشي مثل مبيدات الحشرات والأعشاب  ، وهرمونات النمو و المضادات الحيوية التي يمكن تواجدها في الفواكه والخضروات ،و كدالك الحبوب والمنتجات من أصل حيواني كالبيض والحليب واللحوم و في مياه الأنهار وحتى في الماء الصالح للشرب. وتشمل هذه  المواد البيئية كدالك تلك المستخدمة في الصناعة مثل الفثالات أو البيسفينول ، التي تستعمل  في تصنيع البلاستيك لمنحه على التوالي إما المرونة أو الصلابة ومقاومة الصدمات. المشكلة هي أن هاتين الجزئيتين لديهما القدرة على التنقل إلى الأطعمة ، خاصة تلك التي تحتوي على الدهون ، عندما يتم تسخينها ، وبدالك يتم امتصاصها في الأطعمة.
بالإضافة  إلى المعادن الثقيلة (الألمونيوم ، والزرنيخ ، والزئبق ، والكادميوم ، والرصاص ، والثاليوم …) ، الموجودة طبيعيا في التربة ولكنها تستخدم أيضا في الصناعة ، و تصل بدالك إلى  أطباقنا ، خاصة عبر الأسماك مثل التونة . و قد يكون لها تداعيات على الجهاز العصبي خاصة لدى للأطفال.
يمكن ان  نذكر أيضا ضلوع  مواد مختلفة  أخرى تتواجد في الأغذية مثل المواد المحافظة و السموم الفطرية: هذه الأخيرة تتكون   غالباً بسبب سوء ظروف تخزين  الحبوب والبذور الزيتية والفواكه المجففة ، واحدة من هذه السموم الفطرية ، الأفلاتوكسين هي مادة مسرطنة قوية تزيد من خطر سرطان الكبد ، حتى عند الجرعات المنخفضة جدا ،.تتكون كدالك في الخبز المعفن و تنتقل إلى اللحوم و البيض و الألبان و لا يتم القضاء  عليها بعد طهيها.
تخضع معظم هذه المكونات لقوانين أسست على مبدأ الكمية  التي يمكن للجسم الحصول عليها بكل سلامة: يتم تحديد الجرعة اليومية المقبولة لكل مادة معتمدة في النظام الغذائي و يمكن للمرء تناولها يوميًا دون التعرض للمخاطر ؛ كما يتم احتساب الجرعة اليومية المسموحة بها  بالنسبة للمنتجات المحظورة في النظام الغذائي.
في المغرب ،هذه القواعد بعيدة كل البعد عن أن تكون مطبقة  في حين أن العديد من المواد يتم الآن تجريمها بشكل واضح عند جرعات معينة في تطوير أمراض السرطان أو أمراض المناعة الذاتية أو الغدد الصماء أو الحساسية أو بعض الأمراض العصبية. بالإضافة إلى ذلك ، هناك تأثير واضح  لخليط هذه المواد او ما يسمى ب” كوكتيل”  يشكل خطرا على طويل الأمد ولا يزال  حتى الآن لم يتم قياسه بشكل دقيق ، ناتج عن التعرض المشترك لكل هذه المنتجات وبشكل خاص للأشخاص الأكثر هشاشة (الأطفال ، النساء الحوامل ، المسنين). أو عند نقص في المناعة. .
أظهرت السنوات الأخيرة ، بوضوح مدى خطورة  الأزمات الصحية في العالم (الأسبستوس ، البسفينول أ ، عدوى اللحوم ،مشاكل الحبوب…) ، و العلاقة الوثيقة بين الإنسان وبيئته والنتائج المأساوية للتقييم السيئ للخطر الصحي.
سيكون هذا اليوم المخصص للمناعة الذاتية فرصة للتحذير من هذه القضية من خلال تسليط الضوء على هذه المواد وتداخلها مع الصحة: سوف يكون على جدول الأعمال دور المعادن الثقيلة والمواد المسببة لاختلال الغدد الصماء و مخاطر بعض العوامل الغذائية (الأكريلاميد ، السموم الفطرية ، الكائنات المعدلة وراثيا …). كما سيتم مناقشة دور البيئة في إثارة أمراض المناعة الذاتية الكلاسيكية مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي أو تصلب الجلد.