القائمة الرئيسية

الصفحات

الحد من المخاطر: نهج علمي لتعزيز السياسات الصحية في المغرب والعالم العربي


 شارك الدكتور بيتر هاربر، أحد أبرز خبراء السرطان عالميًا ومؤلف أكثر من أربعمائة دراسة علمية، في أشغال الندوة الدولية حول الحد من المخاطر، التي نظمتها أفريكان غلوبال هيلث بشراكة مع ديبلوماتيك كوريير. في حديثه سلط الضوء على أهمية هذا النهج في تحسين السياسات الصحية ومواجهة التحديات المستقبلية

ما هو مفهوم الحد من المخاطر في الصحة العامة؟

يُعرّف الدكتور هاربر الحد من المخاطر بأنه مجموعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تقليل الأضرار الناتجة عن السلوكيات الخطرة، خصوصًا عندما يصعب تغيير هذه السلوكيات. ويؤكد أن نمط حياتنا الحديث، بما فيه التغذية غير الصحية، التلوث، الكحول، قلة النشاط البدني، والتدخين، كلها عوامل خطر يصعب التخلص منها لدى ملايين المرضى حول العالم

في هذا السياق، يرى أن تقديم بدائل أقل ضررًا، مثل المنتجات غير القابلة للاحتراق، يمكن أن يساعد المدخنين الذين لا يستطيعون الإقلاع عن التدخين، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل سرطان الرئة. ويشدد على أن هذه البدائل ليست آمنة تمامًا، لكنها تمثل تحسنًا كبيرًا مقارنة بالسجائر التقليدية

لماذا يجب إدماج الحد من المخاطر في السياسات الصحية الوطنية؟

يشير الدكتور هاربر إلى أن التحديات الصحية في الدول النامية، وخاصة في منطقة المغرب العربي، ستزداد خلال السنوات القادمة بسبب التغيرات الديموغرافية ونمط الحياة. ويؤكد أن الحد من المخاطر يمكن أن يكون أداة فعالة لمواجهة هذه التحديات، خصوصًا في ظل مشاكل مثل الإجهاد المائي، التغير المناخي، التصحر، الأمن الغذائي، والأوبئة.

ويعتبر أن التجربة المغربية، من خلال مؤتمري مراكش والندوة الكبرى في الدار البيضاء سنة ألفين وثلاثة وعشرين، بالإضافة إلى هذا الحدث الأخير، تمثل نموذجًا يحتذى به في المنطقة، بفضل جهود الدكتورة إيمان كندلي وفريقها في أفريكان غلوبال هيلث

هل هناك أمثلة ناجحة لتطبيق الحد من المخاطر؟

يستشهد الدكتور هاربر بكتاب "هارم ريداكشن: المانيفستو ألفين وخمسة وعشرين"، الذي يضم أكثر من مئة دراسة علمية، ويشكل منصة لتبادل الخبرات وتطوير رؤية مشتركة لمواجهة المخاطر قبل وقوعها. ويؤكد أن المغرب أصبح رائدًا في هذا المجال، وأن التعاون بين الباحثين وصناع القرار ضروري لتطوير سياسات صحية فعالة

يشير الدكتور هاربر إلى أن هناك مقاومة كبيرة لتعاون الأكاديميين مع الصناعة، رغم أن هذا التعاون قد يكون ضروريًا لتطوير حلول عملية. ويؤكد على أهمية التمييز بين المنتجات التبغية وغير التبغية، وضرورة تنظيمها بشكل عادل ومتوازن، مع حماية الشباب وتوجيه الرسائل للفئات المستهدفة من المدخنين البالغين.

أنت الان في اول موضوع
التنقل السريع